تلعب اسنان الاطفال اللبنية دورًا رئيسيًا في نمو الأسنان. فهي مهمة لا لمجرد أنها تؤمن مساحة للأسنان الدائمة البديلة، فهي علاوة على ذلك ضرورية للمضغ والعض والتحدث والمظهر. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاسنان اللبنية توجه الأسنان الدائمة للبزوغ في مكانها الصحيح. ولهذه الأسباب جميعاً فإنه من المهم جدًا الحفاظ على نظام غذائي صحي ونظافة فموية يومية جيدة.
الأسنان اللبنية التي تعرف أيضاً بأسنان الحليب أو الأسنان المؤقتة أو الأسنان الأولية، تبدأ بالتكون تحت اللثة خلال الثلث الثاني من الحمل. وتبدأ هذه الأسنان في البزوغ في الفم بعد الولادة بستة أشهر إلى سنة؛ فهي تبدأ الأسنان بالظهور بشكل تدريجي ابتداءً من عمر 6-7 أشهر بدءًا من القواطع السفلية إلى أن يكتمل بزوغها في عمر السنتين والنصف. في العادة، يكون لدى الأطفال قبل سن المدرسة مجموعة كاملة من 20 سن لبني تشمل أربعة أضراس في كل فك.
واحدة من أكثر المفاهيم الخاطئة انتشاراً حول الأسنان اللبنية أنها غير مهمة نظراً لأنها مؤقتة ولا علاقة لها بصحة الفم للطفل مستقبلاً. بالرغم من ذلك؛ فإن جمعية الأسنان الأمريكية (ADA) تشدد التنبيه على الأهل لحجز مواعيد للطفل في عيادة أسنان الأطفال للتشييك على الأسنان اللبنية فور بزوغها.
عملية بزوغ الأسنان اللبنية (التسنين) قد تكون مؤلمة للطفل إلى حد ما يصاحبها اضطراب في النوم فقدان الشهية لدى الطفل وسيلان اللعاب بشكل أكثر مما هو معتاد بالإضافة لرغبة الطفل في عض كل ما يقع في يده، كما يمكن أن يحدث شيء من الاحمرار والانتفاخ في مكان السن الذي سيبزغ داخل الفم، ولتهدئة الألم ينصح أن يقوم الطفل بالعض على حلقات المضغ أو العضاضات حيث يكون هذا مفيداً نوعاً ما.
يمكن تلخيص اهمية الاسنان اللبنية بما يلي:
يعد تعلم التحدث بوضوح أمرًا حاسمًا للنمو المعرفي والاجتماعي والعاطفي للطفل. يسهل التموضع الصحيح للأسنان الأولية النطق الصحيح والسليم للأحرف والكلمات ويمنع اللسان من الانحراف أثناء تكوين الكلام.
يعتبر الأطفال الذين يعانون من أسنان لبنية متسوسة أكثر عرضة للإصابة بنقص في النظام الغذائي وسوء التغذية والمشاكل المتعلقة بالوزن (غالباً نقص الوزن). يقوم الطفل باكتساب عادات المضغ الجيدة والمناسبة مع مرور الوقت تدريجياً، الأسنان اللبنية السليمة تعزز عادات المضغ الجيدة وتسهّل عملية المضغ وتناول الطعام على الطفل.
حتى الأطفال الصغار يمكن أن يسارعوا إلى الإشارة إلى الأسنان القبيحة والابتسامات الملتوية مما ينعكس سلباً على نفسية الطفل وثقته بنفسه. تساعد الأسنان اللبنية وخصوصاً الأمامية منها في اكتمال المظهر الجمالي للطفل كما يمكن للعناية الجيدة بالأسنان اللبنية أن تجعل التفاعلات الاجتماعية للطفل أكثر متعة وثقة، وتقلل من خطر رائحة الفم الكريهة إضافة إلى تعزيز ثقة الطفل بابتسامته وتحسين النشاطات الاجتماعية الإيجابية مع أقرانه من الأطفال.
واحدة من الوظائف الرئيسية ل اسنان الاطفال اللبنية هي الاحتفاظ بمسافة مناسبة لتطوير وبزوغ الأسنان الدائمة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل هذه الأسنان اللبنية على تسهيل رصف وانتظام الأسنان الدائمة في مواضعها الصحيحة، كما أنها تعزز نمو الوجه والفكين وكذلك تؤثر في النمو الطولي للوجه كما تؤثر على شكل الوجه. في حال تُركت الأسنان اللبنية دون علاج وفي حال تم فقدان هذه الأسنان اللبنية فإن ذلك يؤدي إلى “تحريك” الأسنان المجاورة وملء الفراغ الناشئ عن فقدان السن اللبني بشكل غير صحيح. لهذا السبب؛ غالبًا يوصي أطباء أسنان الأطفال بأجهزة الحفاظ على المسافة في حال فقدان الأسنان اللبنية تحديداً الأضراس الخلفية، وهو جهاز يستخدم لإبقاء المسافة أو الفراغ مفتوحاً حتى حين بزوغ السن الدائم البديل وهذه اهمية الاسنان اللبنية.
يمكن للأسنان اللبنية المنخورة أو المتسوسة بشكل سيء أن تعزز ظهور أمراض اللثة عند الأطفال. نتيجة لهذه الحالة، تغزو البكتيريا الفموية وتضعف اللثة والأربطة والعظام. وفي حال تركت دون علاج، يمكن أن تتكون خراجات حول جذور هذه االأسنان اللبنية أو قد تكون عرضة لأن تتساقط الأسنان تمامًا – مما يسبب مشاكل صحية وفراغات والتواءات للأسنان الدائمة الناشئة كما ذكرنا آنفاً. لتجنب أمراض اللثة يجب على الأطفال ممارسة روتين العناية بالفم الموجه من قبل البالغين (الوالدين) كل يوم، وبالنسبة للأطفال الرضع فيجب فرك اللثة بقطعة قماش نظيفة رطبة بعد الوجبات , تعرف ايضا علي كيف اعرف اني مصابة بتسوس الأسنان؟