تُعَدّ عملية تكميم المعدة حلًا فعّالًا للتخلّص من السمنة المفرطة، إذ تؤدّي إلى تقليل حجم المعدة وبالتالي التحكم في كميات الطعام المتناوَل، ومع ذلك، لا تقتصر العناية بالمريض على الجراحة فحسب؛ بل إنّ جدول النظام الغذائي بعد التكميم يُعدّ جزءًا أساسيًّا من مرحلة التعافي وتحقيق أفضل النتائج، في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل المراحل المختلفة للنظام الغذائي عقب العملية، ونقدّم نصائح مهمّة لتجنب المضاعفات وتعزيز نزول الوزن بعد التكميم بشكلٍ صحي وآمن.
عادةً ما ينصح الأطباء المرضى بالخضوع إلى تحضيرات غذائية وجسدية قبل العملية، بهدف تهيئة الجسم وتقليل المخاطر المحتملة، فمن خلال اتباع جدول النظام الغذائي بعد التكميم مع حمية منخفضة السعرات قبل الجراحة، يمكن تقليل حجم الكبد وتسهيل إجراء العملية جراحيًّا، فضلًا عن تحسين معدّل شفاء المريض بعد العملية.
رغم أنّنا نتحدّث كثيرًا عن مميزات وعيوب عملية تكميم المعدة، إلّا أنّ مميزاتها الرئيسية تشمل:
فقدان الوزن السريع: إذ يساعد تكميم المعدة على استهلاك كميات قليلة من الطعام، ما ينعكس إيجابيًا على نزول الوزن بعد التكميم.
تحسين الأمراض المصاحبة للسمنة: مثل ضغط الدم المرتفع والسكري، حيث يؤثّر فقدان الوزن على تحسّن صحة المريض عمومًا.
تقليل الشعور بالجوع: يتم استئصال الجزء المسؤول عن إفراز هرمون الجوع، ممّا يخفّف الرغبة في تناول الطعام.
تحسّن الحالة النفسية: مع تحسن المظهر الخارجي والقدرة على الحركة، يشعر المريض بثقة أكبر بنفسه وبنمط حياته.
بطبيعة الحال، تُرافق هذه العملية بعض التحدّيات، مثل الحاجة إلى الالتزام بـ النظام الغذائي بعد التكميم والعناية بالجروح والانتباه إلى أيّ علامات مضاعفات، أهمّها علامات التئام المعدة بعد التكميم.
للحصول على جدول النظام الغذائي بعد التكميم، يجب التطبيق الدقيق لهذه المراحل والذي يضمن تدرّج المعدة في استقبال الطعام:
المرحلة الأولى - السوائل الشفافة
تبدأ مباشرةً بعد عملية تكميم المعدة وتستمر لمدة 3-7 أيام.
تشمل الماء والعصائر الطبيعية المخففة وخالية من السكّر والحساء الخفيف المصفّى (مثل شوربة الخضار دون قطع).
الهدف: الحفاظ على رطوبة الجسم وضمان عدم الضغط على المعدة خلال فترة الالتئام الأولية.
المرحلة الثانية - مرحلة السوائل الكاملة
تبدأ بعد التأكّد من تحمّل المريض للسوائل الشفافة، وتمتد أسبوعين تقريبًا.
تشمل الزبادي قليل الدسم، والحليب خالي الدسم، والشوربات الكريمية (مع مراعاة إزالة أي قطع).
الهدف: زيادة قيمة البروتين والحصول على المزيد من العناصر الغذائية بسهولة الهضم.
المرحلة الثالثة - الأطعمة المهروسة بعد التكميم
تبدأ عادةً في الأسبوع الثالث أو الرابع، مع مراقبة مدى تجاوب المعدة.
تشمل الخضروات المطبوخة والمهروسة، واللحوم أو الدجاج المهروس، بالإضافة إلى الفواكه اللينة المهروسة (مثل الموز والأفوكادو).
الهدف: تعزيز التغذية بعد التكميم عبر أطعمة سهلة الهضم وغنية بالقيمة الغذائية.
المرحلة الرابعة - الأكل المطحون أو اللين
تأتي بعد إنهاء مرحلة المهروس، وتمتد عادةً لأسبوعين أو ثلاثة.
تشمل الأطعمة المطهوة جيدًا والمطحونة ببساطة، مثل قطع دجاج طرية، وسمك أبيض خفيف، وخضروات طرية.
الهدف: التدرّج نحو الأكل بعد التكميم بصورة آمنة قبل الانتقال إلى الأكل الصلب العادي.
بعد مرور سنة على الجراحة، يكون المريض قد تعوّد على تناول وجبات صحية ومتوازنة، وفي هذه المرحلة غالبًا ما يعود إلى أكل الأطعمة الصلبة بشكل طبيعي، يُنصَح بالالتزام بـ نظام غذائي بعد التكميم بشهرين ونظام غذائي للمتكممين بعد ستة أشهر بشكل صارم، وصولًا إلى السنة الأولى، حيث يصبح الجدول الغذائي أكثر مرونة، مع الحفاظ على مبادئ التغذية الصحية:
تقسيم الوجبات إلى 4-6 وجبات خفيفة خلال اليوم.
التركيز على البروتين (الدجاج، السمك، البقوليات) والخضروات والفواكه الطازجة.
تجنّب السكريات البسيطة والدهون المشبعة.
شرب كمية كافية من الماء بعيدًا عن مواعيد الوجبات.
يختلف حجم الوجبة من شخص لآخر، لكن بشكل عام يكون حجم الوجبة صغيرًا جدًا في الأشهر الأولى، ومع تقدّم الوقت، تتوسّع المعدة قليلًا إلا أنّها لا تعود إلى حجمها السابق، وبالتالي، يبقى حجم الوجبات أقل من المعتاد ما قبل الجراحة، يهدف هذا الإجراء إلى جعل المريض يشعر بالشبع بسرعة ويستمر في المحافظة على نتائج التكميم ومنع العودة للسمنة.
المشروبات الغازية: لأنها قد تسبب تمدّد المعدة والانتفاخ.
الأطعمة الدسمة: مثل المقلية والمشبّعة بالزيوت، حيث قد تؤدي إلى عسر هضم وتباطؤ في نزول الوزن بعد التكميم.
السكريات البسيطة: إذ تؤدي إلى ارتفاع سريع لمستوى السكر في الدم وزيادة الرغبة في الأكل.
اللحوم القاسية: يصعب هضمها في المراحل المبكرة من مراحل الأكل بعد التكميم.
الأغذية الحارة أو المبهّرة بشدة: قد تسبّب تهيّج المعدة.
مقالة تفصيلية عن: متى ارجع طبيعي بعد التكميم؟
المضغ الجيّد: من الضروري مضغ الطعام جيدًا قبل بلعه لتسهيل الهضم ومنع انسداد المعدة.
تقسيم الوجبات: يُفضّل تناول 5-6 وجبات خفيفة خلال اليوم بدلًا من 3 وجبات كبيرة.
شرب الماء: تناول كميات كافية من الماء بين الوجبات وليس معها، للمساعدة في الهضم وتجنّب تمدّد المعدة.
المتابعة الدورية: مراجعة الطبيب أو أخصائي التغذية بانتظام يُسهم في تعديل جدول النظام الغذائي بعد التكميم حسب احتياجات المريض.
مراقبة علامات التئام المعدة بعد التكميم: إذ يجب الاتصال بالطبيب إذا ظهرت أي أعراض غير مألوفة كالألم الشديد أو القيء المتكرر.
الإكثار من شرب السوائل: خاصة الماء وتجنّب المشروبات الغازية.
إدخال الألياف تدريجيًا: مثل تناول الخضروات والفواكه المهروسة أو المطهوة جيدًا في مرحلة الأطعمة اللينة أو المطحونة.
الحركة الخفيفة: المشي يوميًا لفترات قصيرة يُحسّن حركة الأمعاء.
استخدام المليّنات عند الضرورة: تحت إشراف الطبيب لتجنّب أي مضاعفات.
القيء المستمر أو الإسهال الشديد.
آلام حادّة في البطن لا تتحسّن بالمسكّنات الخفيفة.
ظهور أعراض مثل الحمى أو ضيق التنفس أو زيادة ضربات القلب.
مشكلات مزمنة مثل بطء نزول الوزن أو توقّفه.
يجب زيارة الطبيب عند ظهور اثار عملية التكميم على الجلد مثل ترهلات الجلد الشديدة، الالتهابات، أو مشاكل التئام الجروح.
للتأكّد من مراحل الأكل بعد التكميم ولتلقي النصائح حول التغذية بعد التكميم بشكل مناسب.
تختلف الإجابة وفقًا لخبرة الأطبّاء وآرائهم العلمية وسمعة المراكز الطبية، عند البحث عن افضل دكتور تكميم في الرياض، يُنصَح بالاطّلاع على تقييمات المرضى السابقين، والتأكّد من اعتماد المستشفى ومنهجية الطبيب في التعامل ما قبل وما بعد الجراحة، ويمكن دائمًا طلب مقابلة أولية للتعرّف على الخطة العلاجية المقترحة والنظام الغذائي بعد التكميم الذي يقدّمه الطبيب.
نعم، لأنّ الجراحة تُزيل جزءًا كبيرًا من المعدة، مكوّنةً ما يشبه الأنبوب أو "السليف"، فيصبح حجمها أصغر بكثير عن السابق، ولا تعود المعدة إلى حجمها الأساسي، وإن كانت قد تتوسّع قليلًا بمرور الوقت، لذا يعتمد نجاح العملية على اتباع جدول النظام الغذائي بعد التكميم بدقة والالتزام بالعادات الصحية.
تناول الوجبات ببطء ومضغ الطعام جيّدًا.
التوقف عن الأكل فور الشعور بالشبع لتفادي تمدّد المعدة.
تجنّب شرب الماء أثناء الوجبات، وبدلًا من ذلك تناولها قبل أو بعد الطعام بنصف ساعة.
الابتعاد عن الأغذية صعبة الهضم والأطعمة الحارة أو الدسمة.
يبدأ إدخال الأكل الصلب تدريجيًا بعد إنهاء مراحل الأكل المهروس أو المطحون، أي في العادة بعد 6 إلى 8 أسابيع من الجراحة، ومع ذلك، يُنصَح دومًا بالتشاور مع الطبيب أو أخصائي التغذية لتحديد الوقت الأمثل حسب تقدّم حالة كل مريض على حدة.
هل يمكنني شرب المشروبات الغازية بعد التكميم؟
يفضّل الأطبّاء تجنّب المشروبات الغازية تمامًا خاصةً في الشهور الأولى، لأن الغازات قد تسبّب ضغطًا زائدًا على جدار المعدة وتؤدي إلى توسّعها على المدى البعيد، وحتى فيما بعد، يُستحسن الحدّ من تناولها للحفاظ على نتائج التكميم وتجنّب أي مضاعفات غير مرغوبة.
لا شكّ أنّ جدول النظام الغذائي بعد التكميم يلعب دورًا محوريًا في تحقيق أقصى استفادة من العملية وضمان نزول وزن فعّال ومستمر، والتزام المريض بهذا الجدول؛ من مرحلة السوائل الشفافة وصولًا إلى تناول الأطعمة الصلبة بطريقة سليمة، يُعدّ شرطًا أساسيًا لتجنّب المضاعفات وتعزيز نتائج الجراحة، وفي النهاية، لا يغيب عن البال ضرورة المتابعة الطبية الدورية والحرص على نمط حياة صحّي يشمل الغذاء السليم والنشاط البدني، فمن خلال اتباع هذه الإرشادات، يمكن للمريض بلوغ الوزن المثالي والاحتفاظ به لسنوات طويلة مع صحّة مستدامة وثقة أكبر بالنفس.