يعتبر الأنف العضو الأبرز في وجه الإنسان و له نصيب كبير من جمال الوجه، و لذلك كانت عمليات تجميل الأنف من أكثر العمليات إجراءً في الدول العربية خلال العام الماضي حسب إحصاءات الجمعية العالمية لجراحة التجميل.
لتسليط الضوء على عمليات تجميل الأنف و فهم ما طرأ عليها من تغيير خلال السنوات الماضية التقينا بالدكتور ماهر الأحدب استشاري جراحة التجميل في مركز نيويو الطبي وهو حاصل على الزمالة الكندية في جراحة التجميل و عضو الجمعية العالمية للجراحات التجميلية.
يخبرنا د. الأحدب أن تاريخ عمليات تجميل الأنف يرجع لسنوات عديدة حيث توثق كتب التاريخ أول عملية ترميم أنف مبتور تم باستخدام الذهب في الهند في السنة 800 قبل الميلاد، إلا أن التاريخ المعاصر لعمليات التجميل بدأ في عشرينات القرن الماضي حيث كانت البدايات خجولة اقتصرت على تعديل ميلان الحاجز و بعض اللمسات البسيطة لظهر الأنف.
إلا أن السبعينات شهدت الثورة الحقيقية في تجميل الأنف عند الغرب حيث برز أطباء جدد ابتكروا الطريقة المفتوحة في تجميل الأنف و التي تكشف هيكل الأنف بشكل كامل أثناء العملية مما سمح بإجراء تعديلات جذرية في مظهر الأنف.
ما كان يميز عمليات تجميل الأنف في القرن الماضي هو الشكل الأوروبي المطلق لشكل الأنف و الرفع الشديد لمقدمة الأنف أو الأرنبة بالإضافة لإعطاء الشكل الخارجي أهمية أكثر من الوظيفة التنفسية للأنف. كما تنتقد عمليات التجميل في تلك الفترة على أنها كانت دائما تنتج الشكل ذاته بطريقة copy & paste و التي لم تراعي طبيعة وجه المريض أو رغباته.
أما في الحاضر…
يشرح د. ماهر الأحدب أن الفلسفة في تجميل الأنف اختلفت الآن و بدلا من تحويل شخص إلى آخر أصبحت العملية تصمم لكل مريض على حدى بشكل متخصص يراعي ملامح الوجه و رغبات المريض و يحافظ على هويته العرقية. بالإضافة إلى ذلك أصبحت هذه العمليات تدرس تناغم الأنف مع باقي الوجه ليتم التجميل بشكل متوازن خالي من المبالغة للحصول على مظهر طبيعي
و مما استجد في عالم تجميل الأنف أيضا هو التوفيق بين جمالية المظهر و كفاءة الوظيفة حيث أصبحت التقنيات المستخدمة تحافظ على الغضاريف و تعمل على تدعيم مجرى التنفس بالإضافة لإصلاح أي إنسداد كان موجود لدى المريض قبل العملية.
و بخصوص منطقة الخليج يشير الدكتور أنها تحتوي على أشخاص من كافة بقاع الأرض ومن إثنيات متنوعة. إلا أن المواطنين الخليجيين في الغالب يبتعدون عن المبالغة في رفع الأنف و يرغبون بالحفاظ على ملامح هويتهم مما يستدعي الإستماع بدقة لطلباتهم في العيادة أثناء الإستشارة وعدم المبالغة في التعديلات أثناء الجراحة. بالمقابل يأتي بعض المرضى برغبات محددة تطلب الأنف الأوروبي الدقيق والمرفوع وهنا تأتي مهارات الجراح في إجراء العملية بطرق متنوعة تناسب المرضى المختلفين.
للتأكد من رغبات المريض و توقعاته يتم الإستعانة بالتصوير الفوتوغرافي ثلاثي الأبعاد و إجراء التعديلات الإفتراضية أمام المريض ليشاهد النتيجة المتوقعة قبل حتى دخول غرفة العمليات. و هذا يعطي المريض راحة كبيرة و اطمئنان للنتيجة كما يؤكد للجراح أنه وصل إلى تصور واضح و هدف مشترك مع المريض.
كما استجد الآن تجميل الأنف بطرق غير جراحية مثل تجميل الأنف بالبوتوكس والفيلر بالإضافة لتجميل الأنف بالخيوط الجراحية بالإضافة لاستخدام الليزر في تجميل الأنف. وهذه الطرق جميعها ممتازة لمن يعاني من عيوب محدودة في الأنف ويرغب بإجراء لمسات تعديلية بدون الخضوع للجراحة. إلا أن الطرق الجراحية تبقى هي الأسلوب الأمثل الذي يعطي نتائج دائمة و مرضية.
اختيار الطبيب….
يشرح د. الأحدب أن اختيار الطبيب يعد من أهم القرارات التي يتخذها المريض أو المريضة عند التفكير في عملية تجميل الأنف فيجب البحث عن طبيب حاصل على شهادة البورد في جراحة التجميل و صاحب الخبرة الجيدة لأن عمليات تجميل الانف على وجه التحديد تحتاج تمرس الطبيب بشكل جيد و إجراء هذه العمليات بشكل شبه يومي للوصول للكفاءة العالية المطلوبة. بالإضافة إلى ذلك من المهم الاطلاع على نتائج الطبيب إما من خلال الصور أو عن طريق مشاهدة أصدقاء أو أقارب أجروا العملية عند نفس الطبيب.
بذلك نكون استعرضنا تاريخ عمليات تجميل الأنف بين ما كانت عليه في القرن الماضي وما أصبحت عليه الآن و وضحنا القفزات النوعية التي حققتها جراحات تجميل الأنف لتقديم أفضل و أجمل النتائج للمرضى مع الحفاظ على جودة التنفس.
مع تنمنياتنا لكم بدوام الصحة و الجمال….
تعرف ايضا على حقائق عن فلورايد الاسنان