تُعدّ المرارة كيساً صغيراً يقع تحت الكبد مباشرة، ويقوم بتخزين العصارة الصفراء التي ينتجها الكبد مؤقتاً، ويطلقها عند الحاجة بحيث تظهر فارغة ومستوية بعد تناول وجبات الطعام تشبه إلى حد ما البالون المنكمش، بينما تظهر المرارة ممتلئة بالعصارة الصفراء وحجمها كحبة الكمثرى الصغيرة قبل تناول وجبات الطعام. وتجدر الإشارة إلى أنّ خضوع الشخص لعملية استئصال المرارة لا يتسبّب بأي مشاكل صحية خطيرة في العادة، إلّا أنّه قد يؤدي إلى الإصابة بالإسهال وسوء امتصاص الدّهون في بعض الحالات.
إن المرارة في جسم الإنسان هي بمثابة مَخزن مادة الصفراء أو ما يعرف أيضًا بعصارة المرارة التي يقوم الكبد بإنتاجها بشكل يومي. تعمل الأمعاء على تحرير هرمون معين يسمى الكوليسيستوكينين، الذي يؤدي إلى تحفيز عمل المرارة في جسم الإنسان وإرسال الصفراء عن طريق القناة الصفراوية المشتركة أما عن وظائف الصفراء: هي تسهيل عملية امتصاص الدهون, وتوزيع الجلوبيولينات المناعية ومضادات الأكسدة في جميع أنحاء الأمعاء و التخلص من فضلات الجسم, تفكيك دهون الجسم والسموم وخلايا الدم الميتة فيه, التخلّص من الكوليسترول.
حصى في المرارة: ليست واضحة بعد أسباب ظهور حصى المرارة، وحصى المرارة عبارة عن ترسب وتبلور لتركيبة ومواد العصارة الصفراوية ما يؤدي إلى ظهور الحصى في المرارة. لا يعتبر وجود حصى في المرارة من الأمور الخطرة على الصحة ولكن قد يُسبب في بعض الأحيان عوارض معينة كالألم والغثيان أو الالتهاب.
التهاب المرارة:
يعتبر التهاب المرارة من الحالات الأكثر شيوعًا فى أمراض المرارة وغالبًا ما ترجع أسباب ظهور التهاب المرارة إلى وجود حصوة في المرارة. يسبب التهاب المرارة آلامًا شديدة وحمى ويمكن أن يلجأ الطبيب إلى خيار العملية الجراحية عند استمرار الالتهاب أو تكراره. يبدأ التشخيص مع النمط المميز للآلام المصاحبة انسداد القنوات المرارية و الفحص السريري .
ثم يتبعه بعض الاشعة التشخيصية و التحاليل (الموجات الصوتية على البطن, الاشعة المقطعية على البطن
تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالتنظير البطني باستخدام الصبغة و بعض التحاليل المعملية )
تعتبر حصى المرارة والالتهاب النّاتج عنها أكثر أمراض المرارة شيوعاً، ولها العديد من طرق العلاج، ويعتمد اختيار الطريقة على عدّة عوامل
عمر المريض
حالته الصحيّة،
تكرار الشعور بالآلام وشدّتها
إذا ما صاحبها أعراض أخرى، بالإضافة إلى وجود مضاعفات ناتجة عنها.
ويعمل الأطباء عادةً على إزالة المرارة، إمّا عن طريق عمليّة جراحيّة كاحد طرق علاج امراض المرارة، وإما باستخدام أداة تُسمّى بالمنظار، التي تُستخدم بشكل أكبر حاليّاً لقلّة المضاعفات النّاتجة عنها، واعتمادها فقط على صنع ثقوب صغيرة في البطن، وثبت نجاح هذه العمليّة أيضاً لعلاج الأورام الخبيثة والحميدة في المرارة.
أمّا إذا ما كانت حصى المرارة في القناة الصفراويّة المشتركة، فقد يجري الأطباء ما يُسمّى بـ ERCP، وهي عمليّة تنظير تقوم على إدخال أنبوب من الفم حتّى يصل إلى مكان التقاء القناة الصفراويّة بالاثني عشر، فبالإضافة إلى دورها في تشخيص سبب المرض ومكان الحصوة، قد تنجح في الكثير من الحالات في شفاء الأعراض النّاتجة عن حصوى المرارة، إلّا أنّها لا تزيلها بشكل كامل.
وهنالك أيضاً العديد من الأدوية التي تذوّب حصى المرارة، مثل دواء أورسوديوكسيكوليك أسيد، الذي يستطيع إذابة الحصى صغيرة الحجم وينجح في ذلك في 40% من الحالات، وكذلك دواء ميثيل تيارت بيوتيل إيثر الذي يُحقن مباشرة في المرارة.
قد يلجأ بعض الأطباء إلى إجراء عمليّة تفتيت الحصى باستخدام الأمواج الصوتيّة، إلّا أن استخدامها قلّ وبشكل كبير في السنوات الأخيرة.