مرض التهاب اللثة يحدث بسبب تراكم البكتيريا الموجودة في اللوحة البكتيرية (البلاك) على الأسنان وحولها وبينها. يمما يؤدي إلى احمرار اللثة وتورمها بالإضافة إلى نزيف اللثة عند التنظيف بالفرشاة والخيط، وفي حال تم ترك اللثة دون علاج يمكن أن تتطور حالة الالتهاب مما يؤدي إلى فقدان الأسنان.
تشير الدلائل المتزايدة إلى التدخين كعامل رئيسي لـ التهاب اللثة والنُّسُج الداعمة للأسان، كما أنه عامل أساسي يساهم في انتشار المرض ومداه وشدته. بالإضافة إلى أثر التدخين على النتائج السريرية للعلاج غير الجراحي والجراحة للثة والنسج الداعمة للأسنان، بالإضافة إلى النجاح طويل المدى لوضع زرعات الأسنان. ولهذا فقد أصبح من المهم بشكل متزايد فهم تأثير التدخين على بدء التهاب اللثة وأثره على تطور الالتهاب وكيفية التعامل مع المدخنين في عيادة الأسنان.
أثبتت الدراسات السريرية أن علامات التهاب اللثة تظهر بشكل أقل وضوحاً لدى المدخنين مقارنةً مع غير المدخنين، ويعود ذلك لعدد من العوامل الميكروبيولوجية والمناعية والفسيولوجية التي قد تكون مسؤولة عن هذه الملاحظة.
وقد أظهرت العديد من الدراسات أن عمق الجيب اللثوي، وفقدان العظم السنخي أكثر انتشارًا وشدة في المرضى الذين يدخنون مقارنة مع غير المدخنين.
وقد كان المدخنون بناء على هذه الدراسة أكثر عرضة للإصابة بـ التهاب اللثة بأربعة أضعاف من الأشخاص الذين لم يدخنوا من قبل. كما أن المدخنين المقلعين عن التدخين أكثر عرضة للإصابة بـ التهاب اللثة 1.68 مرة من الأشخاص الذين لم يدخنوا أبدًا.
يحدّ النيكوتين من تدفق الدم إلى اللثة، مما يحول دون انتباه المدخنين علامات التهاب اللثة الأولى المتمثلة في نزيف اللثة. بالإضافة إلى تغيّر لون اللثة لدى المدخنين ليقترب تدريجياً للون الرمادي مما يجعل من الصعب ملاحظة علامات التهاب اللثة من احمرار عوضاً عن اللون الوردي المميز اللثة الصحية.
تشير زيادة انتشار وشدة تدمر اللثة المرتبط بالتدخين إلى تغيّرات في التفاعلات بين البكتيريا والجهاز المناعي للجسم التي تظهر عادة في التهاب اللثة المزمن، مما يؤدي إلى انهيار أكثر حول اللثة. قد يكون سبب هذا الاختلال بين التحدي البكتيري واستجابة المناعة بسبب التغييرات في تكوين اللوح البكتيري تحت اللثة، مع زيادة في عدد البكتيريا المسببة للالتهاب، أو تغيرات في استجابة جهاز المناعة للتحدي البكتيري، أو مزيج من الاثنين.
تنتج الآثار الضارة للتدخين جزئياً عن انخفاض تنظيم الاستجابة المناعية للتحدي البكتيري. تعتبر كريات الدم البيضاء (Neutrophils) عنصر مهم في استجابة المضيف للعدوى البكتيرية المسببة لـ التهاب اللثة، وقد تؤدي التغييرات في عدد هذه الكريات أو وظيفتها إلى عدوى موضعية أو جهازية.
ومن أهم وظائف هذه الكريات (Neutrophils)؛ الانجذاب الكيميائي (الانتقال الموجه من مجرى الدم إلى موقع الإصابة في اللثة)، البلعمة (التهام الجسيمات الغريبة مثل البكتيريا)، والقضاء عليها باستخدام آليات الأكسدة وغير الأكسدة. وقد ثبت في الدراسات والأبحاث أن كريات الدم البيضاء (Neutrophils) التي تم الحصول عليها من تجويف الفم أو لعاب المدخنين أو المعرضين في المختبر لدخان التبغ الكامل أو النيكوتين تظهر تغيرات وظيفية في الانجذاب الكيميائي، البلعمة، والانفجار التأكسدي.
تشير كل هذه البيانات إلى أن التدخين يضعف استجابة كريات الدم البيضاء (Neutrophils) لـ التهاب اللثة وأنه يزيد أيضًا من إفراز الإنزيمات المدمرة للأنسجة.
العلاج غير الجراحي
تدعم غالبية الأبحاث السريرية الملاحظة القائلة بأن تقليل عمق الجيب بعد العلاج اللثوي غير الجراحي (علاج المرحلة الأولى) أكثر فعالية في غير المدخنين منه في المدخنين.
العلاج الجراحي وزراعة الأسنان
تستجيب اللثة للعلاج الجراحي بشكل أقل فعالية في المدخنين مقارنة مع غير المدخنين، ولهذا يُنصح بترك التدخين بعد جراحات التهاب اللثة أو إجراءات زراعة الأسنان لمدة قد تصل إلى شهرين.
شاهد ايضا ما هو الغاز الضاحك؟ في مركز نيويو الطبي